25 June 2011

الحرية على العملة السورية







الحرية على العملة السورية
مؤخرا و على شبكات التواصل الإجتماعي وفي المجموعات التي يغلب عليها الطابع الثوري..لاحظت انتشار صفحة باسم ( الحرية على العملة السورية ) و لا أخفي عليكم إعجابي الشديد بهذه الفكرة ..تدعو الصفحة الى كتابة كلمة حرية على الفئات الورقية للعملة السورية مع بعض التوضيحات و الإرشادات على كيفية الكتابة و نشر العملة و على أكثر الطرق أمانا لتنفيذ هذه الفكرة .
و بعض بضعة أيام فاجأني قراءة مقالات عديدة تتحدث عنها في بعض المواقع المشهورة مما دفعني الى قراءة جميع ردود المشاركين لتكوين فكرة أوضح عن مدى تأئير و عملية هذه الفكرة و في هذا المقال سأستحدث بطريقة عملية عن سلبياتها حسب رأي المشاركين و إيجابياتها حسب رأيي
يتحدث مؤيدوا الرئيس و النظام دائما عن قلة عدد الثوار و عن نسبتهم البسيطة التي لا تشكل شيئا يذكر من تركيبة المجتمع السوري..تخيلوا معي أعزائي القراء في حال تنفيذ الفكرة عن الأنطباع الرهيب لدى الناس عندما سيدركون عددنا و قوتنا التي لا يستهان بها في الشارع ..بعبارة أبسط هذه العملية هي عبارة عن حرب نفسية بسيطة التنفيذ و امنة نسبيا ..تعبر عن مدى استياء الأكثرية السورية المظلومة من استغباء الدولة و الموالين لها و تظهر لهم قوتنا الفعلية على الأرض..
كما أنها ستشكل بلا نقاش خطوة أخرى منتهية الرقي و الحضارة في ثورتنا السلمية ..
و تخيلوا معي العبىء الذي سوف تضيفه هذه الخطوة على كاهل رجال المخابرات الذين سوف يجبرون على إضافة مهمة ملاحقة متداولي هذه العملة إلى لائحة مهامهم القمعية في ملاحقة المتظاهرين و مراقبة الانترنت و الهواتف و الكتاب و المدونين  و دراسة التقارير المرفوعة إليهم إلخ !!!
و الذين هم برأيي الشخصي على حافة الإنهيار العصبي بعد مجهود قمعي خيالي لا يشكرون عليه قاموا به منذ بدء الثورة التونسية حتى تاريخ كتابة هذه المقال !!
أما بالنسبة للأشخاص الذين تحدثوا عن كون هذه العملية تخريب للمتلكات العامة أرد عليهم بأن أغلب العملة المتداولة من الممكن ملاحظة أرقام و أحرف و عمليات حسابية عليها ..و لا اعتقد أن كلمة حرية تعتبر عملية تخريبية أبدا !! و يتوجب التنويه هنا بأن النظام هو من شوه عملتنا بوضع صور الديكتاتور عليها !!
و كما أشار صاحبوا الفكرة الى التنبيه على عدم الكتابة على العملة الجديدة لأنها ذات شكل و تصميم حضاري و خال من موروثات القمع الفكرية و صور الأصنام..
و أنا شخصيا عندي الاعتقاد بأن الأوراق النقدية المكتوب عليها كلمة حرية قد ينتهي بها المطاف الى المتاحف الوطنية بالمستقبل..و ستشكل جزئا من تراثنا القومي و الوطني للأجيال القادمة
و من الطريف جدا بالموضوع أن بعض الشبيحة الالكترونيين قد قاموا بانشاء صفحة مضادة لصفحة الحرية على العملة السورية باسم دعوة للحفاظ على العملة السورية من تدمير الخونة لها و في الحقل المخصص لشرح هدف صفحتهم كتبوا ( هناك دعوة من كلاب الحرية للكتابة على الععملة السورية كلمة حرية حتى يتم إتلافها من قبل الدولة مما يضعف إقتصادنا )
طبعا لست في صدد الرد على أسلوبهم المتدني هذه لأن هذا هو المتوقع من أشخاص يدعمون الطاغية و يؤيدون مسيرة القتل و التدمير ,لكن أليس هذا اعترافا ضمنيا و علنيا بمعرفتهم و ثقتهم الشديدة بأن دولتهم تفضل إتلاف عملتها على تداولها مع أحد الشعارات التي يتاجر حزبهم الحاكم بها ؟؟؟؟
في النهاية ثورتنا هي ثورة سلمية و هذه الفكرة تكرس المذهب الثوري السلمي الحديث في العالم العربي ..و هي خطوة جميلة جدا في رأيي الشخصي لجعل الكلمة متداولة بين أيدي الجميع مع العلم أنها أصبحت على لسانهم في كل حديث و كلنا أمل في أن تنتقل هذه الكلمة الى المستوى الثالث و الذي هو المستوى المحسوس و الممارس تحت ظل وطن كبير يجمعنا .
و هذا هو رابط الصفحة للراغبين بالمشاركة

No comments:

Post a Comment